boujdourtec

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمي لمدينة التحدي


    يجب الرجوع للمفهوم الروحاني لرمضان

    ai_001
    ai_001
    نا ئب المدـــــــــير
    نا ئب المدـــــــــير


    عدد المساهمات : 260
    نقاط : 739
    الأوســــمة : 0
    تاريخ التسجيل : 25/07/2009
    العمر : 34
    الموقع : boujdour

    يجب الرجوع للمفهوم الروحاني لرمضان Empty يجب الرجوع للمفهوم الروحاني لرمضان

    مُساهمة  ai_001 الإثنين أغسطس 31, 2009 1:28 am

    لاشك أن مفهوم الصوم قد تغير كثيرا في الفترات الأخيرة من حياة المسلمين ،فبعد أن كان مناسبة جليلة للتعبد والتقرب من الله بالأعمال الصالحة وأفعال الخير، أصبح اليوم مناسبة للاحتفال والتباهي بمختلف مباهج الحياة من مأكل ومشرب ووسائل للترفيه، وهي كلها أمور تفقد الصوم دلالته ومغزاه الديني،الذي يدفع إلى تآلف قلوب المسلمين وتقاربهم من أجل تقوية لحمتهم وتعضيد تكافلهم الاجتماعي، ولذلك بالطبع جملة أسباب تتعلق بوسائل الراحة التي أصبحت متاحة أكثر من أي وقت مضى، كوفرة الغذاء والشراب بمختلف أنواعه لدى الناس، فضلا عن وسائل الترفيه التي ساعدت على انتشارها التقنية الجديدة التي أفرزت الألعاب والمنتزهات والتلفزيون وما يوفره هذا الأخير من مغريات كالمسلسلات والفوازير والبرامج الترفيهية الأخرى، وهو ما جعل شعوب العالم الإسلامي يضربون أسوأ مثال في الغباء من خلال الإسراف المفرط في الملذات والإمعان في الكسل والسلبية طيلة شهر رمضان الكريم، كما يؤكد على تخاذل الشعوب وابتعادها عن العمل و كلّ مجهود مثمر.

    فرغم أنّ عطاء مجموع الشّعوب الإسلاميّة في كلّ مجالات الإنتاج و الإبداع لازال يراوح مكانه منذ مئات السّنين، فإن الصّوم على ما يبدو يجعل من بذل و مجهود هذه الشّعوب يتناقص أكثر فأكثر إلى ما دون مستوى الصفر في شهر رمضان، وهي أمور ناجمة عن الفهم الخاطئ من المسلم لما ينبغي أن يقوم به خلال هذا الشهر ،وكأنه مناسبة للتقليل من الإنتاج والزيادة فقط في التعبد لتجديد التّوبة و التّهجّد والصّيام و القيام و قراءة القرآن في النهار، و الإسراف في الأكل والشرب والسهر على متابعة المسلسلات والغرق في السهرات الليلية حتى الصباح.

    إن شهر رمضان في البلدان الإسلامية اليوم يعرّي حقيقة المسلم و يبرز مساوئه و ثقافته المريضة من خلال مظاهر مشينة تكاد تشترك فيها كلّ المجتمعات الإسلامية اليوم وهي التي نوجزها في النقاط التالية:
    - الاستخفاف بقيمة الوقت خلال شهر رمضان و استباحة ساعات النّهار و تمضيتها بين التّسوّق والنّوم و الرّاحة و التمدّد في البيت أمام جهاز التّلفزيون، و ارتياد المساجد في الليل لأداء الصلوات و مواصلة مشاهدة المسلسلات و السّهرات و النّفحات الرّمضانيّة و البرامج التلفزيونيّة حتّى موعد آذان السّحور.
    - الإقبال بشراهة على الطّعام والشراب حتى ولو تطلب ذلك الاستدانة لملاحقة مصاريف الأكل و الغلاء و ملأ البطون… حيث يتزايد الإسراف الجنوني.
    - تمضيّة السّهرات الرّمضانيّة في المجون و العربدة و ملازمة طاولات القمار و ألعابه المختلفة
    - تراجع القدرة الإنتاجية للدول الإسلامية إلى أدنى مستوياتها بسبب ميل العاملين إلى الكسل في شهر رمضان

    وكخلاصة يمكن للمسلمين أن يضمنوا التوازن بين صحتهم واحتفالاتهم الرمضانية بانتهاج سياسة لا “إفراط ولا تفريط” و هو ما يتطلب من رجال الدين وأصحاب الشأن من أطباء واجتماعيين وتربويين التركيز على خطاب يغير الفهم السائد للصوم لدى العامة..

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 5:44 pm